ازدهار الواقع التعليمي في الرقة بعد سنوات من الحرمان

أكد الرئيس المشترك للجنة التربية والتعليم في الرقة , خلف المطر, بأن لجنة التربية والتعليم تسعى للنهوض بالواقع التعليمي بعد سنوات من الحرمان على يد تنظيم داعش الإرهابي إبان سيطرته على المدينة.

تعرض الواقع التعليمي في مدينة الرقة إلى الاندثار إثر ممارسات تنظيم داعش اللاأخلاقية بحق الأطفال, وحرمانهم من أبسط حقوقهم ألا وهو حق التعليم.

وقام تنظيم داعش بتحويل المدارس إلى سجون ومعتقلات ونقاط عسكرية، وحرّم الأطفال من حقهم في التعليم من خلال إجبارهم على تلقي تعليمهم في المساجد، كما حرم الفتيات من التعليم نهائياً.

ونتيجة انقطاع أطفال الرقة عن المدارس مدة 3 سنوات، تأخر الطلبة عن دراستهم، حيث من المفترض أن يكون طالب الصف الأول الابتدائي حالياً يدرس الصف الثالث ابتدائي.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية حملة تحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش الارهابي بدعم من التحالف الدولي، في حين تأهب التنظيم لحماية مناطقه، وبعد فقدان السيطرة على العاصمة المزعومة (لداعش) تدريجياً, بدأ بتفخيخ المواقع الحيوية من جسور ومساجد ومدارس ومؤسسات التي كانت تحت سيطرته, وذلك لإخفاء الملفات السرية التي كانت تدل على مواقعه الهامة, وقطع أوصال المدينة.

وفور تحرير مدينة الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية في الـ٢٠ من تشرين الاول ٢٠١٧، عمل مجلس الرقة المدني على إعادة تفعيل لجنة التربية والتعليم للنهوض بالواقع التعليمي مجدداً.

وبدأت لجنة التربية والتعليم على إعادة تأهيل وترميم المدارس التي دمرت إثر الحرب التي شهدتها المدينة، بالإضافة إلى تأمين المستلزمات المدرسية.

وأصبحت مدينة الرقة الملاذ الآمن لكل السوريين, حيث توافد الآلاف من العوائل الذين هجِّروا من مناطقهم من مختلف المناطق السورية مما زاد عبء استيعاب المدارس لكافة الطلبة.

وفي ذات السياق، اجرت وكالة فرات للأنباء ANF لقاءً مع الرئاسة المشتركة للجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني خلف المطر, الذي أكد على استمرار العملية التربوية وسط الإمكانيات المتاحة ،وأعمال تأهيل وترميم المدارس قيد العمل حتى إنهاء تفعيل كافة المدارس في المدينة والريف.

واستهل خلف المطر "خلال عام 2021 واجهتنا صعوبات عدة من انتشار جائحة كورونا والحظر الذي فرضته الإدارة الذاتية على المنطقة, مما اضطررنا على استئناف المدارس ووضع حلول بديلة لتقوية الطلبة من خلال النوادي الصيفية ودورات تقوية للمعلمين".

وأوضح المطر "وعملت لجنة التربية والتعليم على إعادة تأهيل وترميم المدارس التي تعرضت للدمار على يد التنظيم الإرهابي, وخلال معركة تحرير الرقة تعرضت 89 مدرسة إلى دمار جزئي, و27 مدرسة لدمار كلي".

واشار خلف المطر "بعد سنوات من التحرير أصبحت مدينة  الرقة الملاذ الآمن لكل السوريين نتيجة أمن وأمان المنطقة, مما زاد العبء على لجنة التربية والتعليم نتيجة الارتفاع الملحوظ لعدد الطلبة الذين التحقوا لاحقاً للمدارس, ونسعى لإيجاد حلول مناسبة لاستيعاب كافة الطلبة".

وأضاف خلف المطر "عملنا على بناء ثلاثة مدارس، واحدة تم استلامها واثنان منها قيد الإنشاء, ونأمل في بداية الفصل الدراسي الثاني أن تكون جاهزة لاستقبال الطلبة".

وحول الصعوبات التي تواجه عمل اللجنة التربية والتعليم قال خلف المطر "تعاني لجنة التربية والتعليم من نقص في الكتاب المدرسي كوننا نستخدم منهاج اليونيسيف, فيما نبحث عن سبل استقرار المناهج التربوية".

خطط مستقبلية للعام المقبل

وقال المطر: "من أهم أعمالنا هي استكمال بناء المدارس في المدينة, وتأمين الكادر التدريسي لسير العملية التربوية, ووضع المعلم المختص في المكان المناسب للارتقاء بطلبتنا إلى أعلى المستويات".                                                                                                         

وأضاف خلف المطر "نعمل على تمكين المعلمين من خلال إنشاء معاهد إعداد المدرسين مما له دور كبير في تطوير تحصيل المعلومة وإيصالها للطلاب بشكل مناسب".

وبدوره تحدث رئيس مكتب التوجيه العام في لجنة التربية والتعليم ,بوزان العلي, حول عمل مكتب التوجيه التربوي وكيفية سير العملية التربوية, والكشف عن خطة العام المقبل.

استعادة الفاقد التعليمي

وقال بوزان العلي "بدأ العام الدراسي بمراجعة الفاقد التعليمي من عام 2020-2021  بوضع برنامج تعليمي لكافة المدارس لمدة 15 يوماً ليسترجع الطالب ما فاته خلال السنوات الماضية, بالإضافة إلى وضع برنامج الدورات الصيفية للمعلمين لتحسين الواقع التعليمي".

وأضاف العلي "بدأت دورات المعلمين في الشهر العاشر وتضمنت 6 دورات لهذه السنة لمدة ثلاثة أشهر تحت أشراف مكتب التوجيه لزيادة الخبرات التعليمية لدى المعلمين".

ومن الصعوبات التي واجهت مكتب التوجيه تابع بوزان العلي "عدم وجود الوسائل المساعدة أثر بشكل كبير على إعطاء المعلم واستقبال الطلاب لهذه المعلومات, واضطر بعض المعلمين لصنع هذه الوسائل يدوياً وهي ذات تكلفة تصل إلى 40 ألف ليرة سورية للدروس النموذجية".   

وبخصوص السلبيات التي أثرت على التعليم، نوه العلي:" إجازات الأمومة والإجازات المرضية نتيجة جائحة كورونا التي تمتد لمدة "15" يوماً أثرت على الأطفال بشكل سلبي, ومن السلبيات التي تواجه التعليم هي الدعم المادي للجنة التربية والتعليم, ونقص في الكادر الإداري والنقص اللوجستي في المدارس".

تفعيل المدارس المدمرة

باشرت لجنة التربية والتعليم أعمالها هذا العام من حيث تأمين الكتاب المدرسي وترميم الكثير من المدارس وصيانتها وتأمين مواد التدفئة للمدارس.

وأوضح بوزان العلي: "فور تحرير مدينة الرقة عام 2017, عملت لجنة التربية على تفعيل 120 مدرسة, وخلال الأعمال المستمرة تم تفعيل 394 مدرسة للعام 2021, تضم 106 ألف طالب وطالبة, وكادر تعليمي متخصص يبلغ عدده 5000 معلم/ة, و4000 شعبة في الرقة وريفها".

الخطط المستقبلية للعام المقبل

وقال بوزان العلي "وضعنا خططاً مكثفة لتطوير أساليب إعطاء المعلمين, وارسال المعلمين الذين يحملون شهادات الثانوية العامة إلى معاهد إعداد المدرسين".   

واختتم بوزان العلي حديثه قائلاً "نأمل أن يكون العام 2022 عاماً لانطلاقة حقيقية والوصول بالتربية للمستوى المطلوب".

لا يتوفر وصف.